الامام علي الهادي عليه السلام

لاينبغي ان تمر الذكرى السنوية لولادة او استشهاد احد من الائمة المعصومين عليهم السلام دون الرجوع الى ذكراهم العطرة وسيرتهم المعطاة التي كانت ولاتزال وتبقى شعلة النور التي يهتدي بها اتباعهم واشياعهم. في ذكرى استشهاد الامام علي الهادي عليه السلام قبسات من نور نقتبس منها نور اضاء الظلمات ومهد الطريق لفكرة العدل الالهي هذا النور هو الدور العظيم الذي لعبه الامام عليه السلام في تاسيس فكرة الانتظار المهدوي وتهيأت القواعد الشعبية وبناء النفس الشيعية واعدادها لاستقبال الامر الالهي المتمثل بغيبة الامام المهدي وكيف لهم ان يعيشوا في تلك الفترة من تدبير امورهم الدينية والدنيوية والاستعداد الكامل لاقامة دولة العدل الالهي.
فانه لما باتت الفترة قصيرة جدا لحدوث امر الغيبة كان لزاما على الامام عليه السلام تهيأت الذهنية الشيعية لاستقبال الحدث العظيم ولاجل امر جلل بهكذا اهمية وبتلك الخطورة فلا بد ان يتقبل المجتمع الامر على شكل دفعات تدريجية لو صح التعبير اذ ان بالتمهيد والتعديد تتقبل الفكرة لدى عامة الناس او قل الموالين منهم لائمة اهل البيت عليهم السلام والا لوجاء الامر بصورة مفاجئة وبدون استعداد كامل فلا بد ان يكون الرد الفعلي لمثل هكذا امر ردا سلبيا قد يتسبب بانكار المجتمع الشيعي لذلك ناهيك عن المجتمع الاخر المعاند لتلك الفكرة والتي لا يعدها مما يعتقد فيه من معتقدات اما ((مع التمهيد والتعويد للناس كما يقول السيد الشهيد المولى المقدس محمد الصدر (فان امثال هذه النتائج الوخيمة ستكون غير متحققة)) ويلخص المولى المقدس امر الامام الهادي عليه السلام بامرين:
الامر الاول: التبشير بوجود الامام عليه السلام.
الامر الثاني: اتخاذ الامام عليه السلام مسلك التخفي والابتعاد التدريجي عن المجتمع.
اما الامر الاول: فقد بدأ الامام عليه السلام يبشر اتباع اهل البيت والموالين لهم بوجود الامام وقرب ولادته وظهوره وخص المعتقدين بولاية اهل البيت بكل ما يتعلق بامره عليه السلام ولم يكن هذا التبشير يخص الاخرين او يعمهم لانهم اساسا لايؤمنون (بتسلسل خط الائمة عليهم السلام) فيكون تبليغهم بلا فائدة ترجى ولامنفعة تحصل وهو واقع ضمن التخطيط الالهي لحماية الامام عليه السلام عند غيبته فقد ورد ان الامام الهادي عليه السلام قد احاط الامر بسرية بالغة شديدية وهالة من القدسية مشفوعة بغموض لايكاد يدانيه غموض ناهيا اتباعه ومحبيه عن ذكر اسمه منعا لتسرب الامر الى جلاوزة النظام الحاكم وانه كما ورد (اذا وقع الاسم وقع الطلب).
الامر الثاني: فقد بدأ الامام الهادي عليه السلام بالتخفي عن انصاره ومحبيه بل عن المجتمع كافة وبدأ بالابتعاد عنه تمهيدا لحصول الغيبة التي ستحصل لحفيده الامام المهدي عليه السلام وبدأ تعويد الناس عموما والشيعة منهم بالخصوص بكيفية الاستفادة من المعصوم عليه السلام من دون رؤيته مباشرة او الالتقاء به.
مراحل التخطيط (لحصول الغيبة)
اجمل السيد الشهيد الصدر المراحل التي مر بها المعصومون عليهم السلام للتخطيط لحصول الغيبة باربعة مراحل هي:
(1) المرحلة الاولى: تلك التي بدأها الامام الهادي (عليه السلام) لم يكن هذا الامر بعصر الائمة الذين سبقوه وما كان الامر إلا بحكمة الهية وبتخطيط رباني.
(2) المرحلة ثانية: وهي تلك التي حصلت في عهد الامام العسكري عليه السلام فقد اتم الامام العسكري ما بداه اباه الهادي عليهم السلام وركزه في العقلية الشيعية الموالية لاهل البيت عليهم السلام .
(3) المرحلة الثالثة: وهي الغيبة الصغرى والتي بداها الامام المهدي سلام الله عليه وهي الفترة التي نصب فيها الامام السفراء او الوكلاء الاربعة.
(4) المرحلة الرابعة: وهي الغيبة الكبرى التي ارادها الله سبحانه وتعالى وتسبب لها المهدي عليه السلام بنفسه بقطع سلسلة السفراء الاربعة وهي الفترة التي نعيشها في الوقت الحاضر الى ان يامر الله سبحانه وتعالى بالظهور.
((اللهم عجل فرجه وسهل مخرجه واجعلنا من اصحابه وانصاره
انك على كل شيء قدير واهدنا بهداه وارزقنا رضاه)
تراجع الخطبة التاسعة والعشرين
للمولى المقدس محمد الصدر


أعداد شاكر نوري
ملاحظة يرجى من الاخوة المؤمنين نشر الموضوع على باقي المنتديات لاهمية الموضوع وعدم معرفة الناس بتاربخ الامام الهادي والدور الكبير الذي لعبه بتأسيس الفكرة المهدوية