المشاركة في إحياء اليوم العالمي للطفل الرضيع (ع) مشروع بناء رسالي حضاري

بسم الله الرحمن الرحيم
إحياء الشعائر الحسينية أمر طالبنا به أئمتنا المعصومون عليهم أفضل الصلاة والسلام وذلك بعد واقعة عاشوراء وكربلاء وإستشهاد الإمام الحسين عليه السلام مع أولاده وأهل بيته وأصحابه الطاهرين خصوصا إستشهاد الطفل عبد الله الرضيع عليه السلام الذي لا ذنب له حيث قتل عطشانا بسهم مسموم مثلث ذي ثلاث شعب أصابه في نحره الشريف على يد حرملة بن كاهل الأسدي الكوفي.

الحضور في مجالس سيد الشهداء والبكاء وسكب العبرات شيء مستحب ومطلوب ويكسب من يحضر الى مجالس الإمام الحسين الأجر والثواب .. والإمام الصادق عليه السلام يقول:" أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا" .. والبكاء والتباكي على مصاب أبي عبد الله عليه السلام عظيم جدا وهذا يعني المحبة والولاء له والتبري من أعدائه آل أمية وآل مروان.
وإحياء اليوم العالمي لباب الحوائج الطفل الرضيع عليه السلام والتوسل به ونيل البركات والكرامات بالحضور في مجالسه من الأعمال المأجور عليها من قبل الله سبحانه وتعالى وسينال من يشارك فيها الجزاء عند الله ببركة شفاعة الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم والسيدة فاطمة الزهراء عليها السلام والأئمة المعصومين عليهم صلوات الله وسلامه لأنهم شفعاؤنا الى الله سبحانه وتعالى.
الا أن الغاية والهدف المنشود من إحياء ذكرى جمعة الطفل الرضيع العالمية لا تقتصر على الحضور في هذه المجالس والبكاء والمجيء بالأطفال فقط لأجل الحضور .. وإنما لابد على القائمين على المراسم أن يكرسوا جهدهم من أجل البناء والإعداد للأجيال القادمة .. فواجبنا بناء الأم والأخت المؤمنة الرسالية المجاهدة بحضورها في مجالس جمعة الطفل الرضيع العالمية .. ومسئولية الخطباء والرواديد في هذه المناسبة هو إعداد الخطب والكلمات والمواضيع والأشعار التي تصقل وتبني المرأة المؤمنة وفق منهج الإسلام وحياة أهل البيت عليهم السلام ورسالات السماء التي جسدتها نهضة وثورة كربلاء في الطف .
ومن الأهداف والغايات التي يطمح المجمع العالمي لإحياء ذكرى مظلومية الطفل الرضيع وموقع باب الحوائج الشهيد عبد الله الرضيع عليه السلام والأخوة المؤمنين والأخوات المؤمنات القائمين على إحياء هذه المناسبة العالمية هي بعض النقاط المهمة والتي من ضمنها :ــ

أولا : إن إقامة مراسيم اليوم العالمي لباب الحوائج الشهيد عبد الله الرضيع (عليه السلام) من أهدافها هو التوسل بالطفل الرضيع الى الله بقضاء الحوائج ونيل البركات من الحضور في مجالسه والبكاء على مصيبته التي تبكي الحجر والمدر وتفتت القلوب .. والغاية من إقامة هذه المراسيم وذكر المصيبة العظمى هو بناء المرأة الرسالية العاملة الفاعلة في ساحة العمل الاسلامي والرسالي في بلداننا ومناطقنا ومختلف أنحاء العالم سواء كانت متزوجة أو شابة .. فالواجب علينا أن نربيها وفق منهج الإمام الحسين عليه السلام .

ثانيــا : إن مجيء المرأة المسلمة الموالية لأهل البيت عليهم السلام الى مجالس الطفل الرضيع العالمية فرصة ثمينة للخطيب والخطيبة (القارىء والقارية) والرادود من أجل نصيحتها وفتح آفاق فكرها وعقلها من أجل تحمل المسؤولية الرسالية داخل المجتمع فتصبح حركية فاعلة تعمل من أجل البناء وصياغة شخصيتها وشخصية أبنائها وإعدادهم الإعداد الرسالي ليكون الطفل عبد الله الرضيع والقاسم بن الحسن وعلي الأكبر وأبي الفضل العباس وشهداء كربلاء والعقيلة زينب والرباب وليلى وأم كلثوم والهاشميات والنساء المؤمنات الرساليات اللاتي حضرن مع أزواجهن وأبنائهن في كربلاء القدوات الصالحة لهم.

ثالثـــا : على الخطيب والعالم الديني والمبلغ الإسلامي أن يتعرض لبيان ثقافة القرآن الحكيم والرسالة الإسلامية للنساء اللاتي يحضرن مراسم اليوم العالمي للطفل الرضيع عليه السلام وأن الرسول المصطفى محمد (ص) والإمام علي بن أبي طالب والسيدة فاطمة الزهراء والأئمة المعصومين هم قدواتها وأسواتها في الحياة .. ولابد على الجميع السعي للتحلي بالصفات التي تحلى بها الأنبياء والأئمة المعصومون خصوصا التحلي بالشجاعة والإباء والحرية والكرامة إقتداء بالإمام الحسين عليه السلام ومعرفة سلامة نهضته المقدسة عبر شهادة طفله الرضيع عليه السلام إذ أن بشهادته الدامية نعرف بطلان منهج وخط الحزب الأموي والمرواني وأنهم متعطشون للسلطة والحكم ولو بقتل الإمام الحسين سبط الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وطفله الرضيع عطشانا.

رابعـــا : إقامة مراسم جمعة الطفل الرضيع العالمية هو من أجل بيان ظلم وجور الحكم اليزيدي الأموي وحلفائه المروانيين وظلم العباسيين كذلك للأئمة الأطهار وبيان أحقية أهل البيت بالخلافة والإمامة الربانية وفقا للأحاديث الصحيحة والمتواترة للنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

خامسا : بيان مظلومية الطفل الرضيع عليه السلام بأروع صورها عبر كلمات الخطباء والخطيبات وأشعار الرواديد خدمة الإمام الحسين وعبر الأفلام والكليبات والرسم الجرافيكي والفن التشكيلي والمسرحي وطباعة البوسترات , من أجل أن نعرف العالم بمظلومية رضيع الحسين ونتخذ من مظلوميته منطلقا للدفاع عن حقوق الأطفال في العالم.
وأهداف وغايات إحياء جمعة الطفل الرضيع العالمية كثيرة .. فإلى جانب البكاء والنحيب وسكب العبرة على الإمام الحسين ومظلومية طفله الرضيع ومواساة الإمام الحسين وزينب والرباب وسكينة وأبي الفضل العباس والهاشميات بفجيعتهم بشهادة عبد الله الرضيع عليه السلام من أجل الحصول على الأجر والثواب بهذه المواساة ، كذلك الحصول على الكرامات والبركات من جراء المشاركة في عزاء الحسين عليه السلام حيث رزق الكثير من النساء العقيمات والرجال العقيمين الأطفال بعد أن كانوا عقيمين لسنوات طويلة .. الا أننا لابد من أن نثير دفائن عقول النساء المؤمنات الرساليات والشابات وعشاق الإمام الحسين الى إتخاذ الدروس والعبر من عاشوراء وأن نربي أنفسنا وفق منهج رسالات السماء ورسالة الاسلام العظيم وأن نحيا وفق منهج أهل البيت الرسالي الرباني ونصيغ شخصياتنا ونعدها الإعداد المناقبي ونسعى عبر حضور أطفالنا الى أن نعدهم الإعداد الجيد والمتميز لكي نرى مستقبلهم مستقبلا مشرقا واعدا على خط ومنهج شهداء كربلاء ويكون الأئمة المعصومون قدوة وأسوة لهم في الحياة.