حاجات اليتيم يجب على المجتمع أن يلبيها

يتحدث القرآن الكريم وهو يخاطب الرسول الأعظم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلم عن الحاجة التي يكون اليتيم بحاجة إلى توفرها لضمان حياة مستقرة ومتوازنة لهذا اليتيم .
وحينما تحدث القرآن الكريم ضرب مثلا بحياة النبي صلى الله عليه وآلة كونه عاش يتيما .

قال تعالى في محكم كتابه الكريم من سورة الضحى
(أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى وَوَجَدَكَ عَائِلا فَأَغْنَى فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ )

اليتيم يحتاج إلى المأوى .. فالمأوى لا يعني جدان أربعة فقط .. بل تعني هذا مع وجود من يهتم بأمره ويكفله ويرعى شئونه .
اليتيم بحاجة إلى إرشاد وتربية صالحة وتقويم
اليتيم بحاجة إلى سد حاجاته المادية .

أيضا من زاوية أخرى هنالك آداب وسلوكيات يجب مراعاتها في التعامل مع اليتامى من الناحية الاجتماعية .. بأن نكون لطفاء معه في التعامل لحساسيته .. فهو يبحث عن من يعوضه بعض المشاعر التي يفتقر إليها ولا يمكن لأحد أن يعوضه عنها لأنها مشاعر أبوية .
واللطف معه وعدم قهره بالرد عليه بقسوة في غير محلها عند عدم موافقته فيما يريد على سبيل المثال .

من هنا أيضا يجب علينا أن نقطع دابر الحاجة والسؤال لهذا اليتيم فهي تدعو إلى قهره وبخاصة في الحاجات الأساسية .. أو ما يكون معها في مستوى متوسط مع الحياة الاجتماعية .
فمن أنعم الله عليه فعليه أن يحدث بهذه النعم .. بالبذل لا بالكلمة فقط .. وعليه أن يكون المبتدئ بهذا الحديث دون إذلال السائل بكثرة السؤال .
وأن يكون سخيا معه بقدر استطاعته حتى يكفيه مؤنه أن يسأل غيره فيتعرض للمهانة أو الانكسار .. فمن المهم جدا عدم كسر السائل وتعريضه للمهانة في المجتمع .. فيكون منكسرا غير فاعل منطويا على نفسه يخجل من مقابلة هذا أو ذاك .. أو يأتيه ناقص عقل فيمن عليه بصدقة ويجعله كسيرا أمام أعين الناس .

على المجتمع أن يعيي ويبصر حجم مسئوليته تجاه اليتامى من أبناء المجتمع ... وليتذكر أن هذا الأمر إن لم يصبه هو .. قد يصيب أبناءه أحد أهله.. فهل يرضى لأبنائه أو أهله أن يكون لهم نفس هذا المصير .. ونفس هذا التذلل ؟.
__________________

قال أمير المؤمنين عليه السلام: مَا أَخَذَ اللهُ عَلَى أَهْلِ الْجَهْلِ أَنْ يَتَعَلَّمُوا حَتَّى أَخَذَ عَلَى أَهْلِ الْعِلْمِ أَنْ يُعَلِّمُوا