هل الدنيا لا تزال بخير ؟

من طرف **مدير المنتدى** الأحد أبريل 20, 2008 7:28 am

هل الدنيا لا تزال بخير ؟.
هل لا يزال أهلها على قدر من الوعي والمسئولية.

كثيرا ما نجد حالات السودواية في المجتمع في البيت في المنتديات في الصحف في كل مكان ننظر إليه ونجلس فيه .. وكأننا نعيش حالة مرضية لا يرجى برؤها .

لننظر للأمر من زاوية أخرى .. مع وجود بعض السلبيات نجد فئة من الناس وهم من أوقفونا على هذه السوداوية.. معارضين لها وهذا يعني عدم الموافقة وتسجيل حالة من الاعتراض وإظهار عدم الرضا.. فلنقل إذا أنها حالة بيضاوية.

حينما لا يكون همنا إلا إظهار القبيح حتى ولو من باب المعارضة فالأثر سلبي وسيورث مجتمع وجيل معاق. يجعل همه وغمه في الوقوف عند هذه السوداوية وشعوره بحالة من الانهيار والتقوقع .

ربما علينا أن ننظر للواقع من نافدة مشرقة.. أن ننظر للعالم من حيث نعمل من حيث ننجز .. نعم قد لا يكون عملنا ناقص لكن لا يكون النقص هو كل همنا.

أيهما أفضل الامتناع عن العطاء ولو كان قليلا أم العطاء مع قلته؟.
هل حينما أصلي فتتوارد إلى ذهني الأفكار فاسرح وأهيم على وجهي .. فتكون صلاتي ليست بما يفترض أن تكون عليه وأنه يستوجب أن أجاهد أكثر لأتخلص من هذه الأفكار. هل في هذه الحالة أمتنع عن الصلاة وأتوقف لأقول أن لا فائدة ترتجى من هذه الصلاة وأنها لن تقبل وهي بهذه الصورة ؟.

طبعا لا .
فأنا أجاهد على تحسين أدائي للصلاة ومن جهة أخرى أواصل الصلاة ولا أمتنع عنها.

فالبعض يخجل من أن يتصدق بريالات قليلة لأنه ينظر على قلتها. فهل يعني هذا أن لا أدفع هذه الصدقة.
صدقة من عندي وصدقة من عندك وصدقة من عند ذاك.. سيكون بعد حين مبلغا لا يستهان به .

فالمشكلة ليست في قلة الريالات إذا.
ولو امتنعنا جميعا فإننا حينها سنصنع المشكلة .

بيدنا أن نغير من نظرتنا للحياة وبيدنا أن نجعل من نظرتنا مغلقة وسوداوية.

هنالك فساد منتشر .. لأننا لم ندفعه .
ودفعه ليس من الضرورة أن يكون باستخدام القوة... بل بمنعه من الانتشار.
وإيقافه لا يكون بإظهار الامتعاض منه والوقوف عند حد الامتعاض.. بل مقابلة الكلمة الخبيثة بالكلمة الحسنة .
ربما لا يكون لهذه الكلمة الطيبة في قلب الجاحد أثر يذكر... لكنها ستكون مؤثرة على سلوكياتنا وستكون مؤثرة أيضا في إشعار الطرف المقابل أنه مقبول وأنه متى ما أحس بخطئه فإن له مكان بيننا ولن يكون حينها منبوذا وغير مرغوب فيه .

أمور كثيرة قد تؤثر فيها هذه الكلمة الطيبة ونحن لسنا بصدد بيان أثر الكلمة الطيبة .

ألا نلاحظ أننا نتوجه دوما لعرض المشكلات .. فلما نعرض بعض الحلول ونعطيها نصيبا من جهدنا في تعميقها وترسيخها وبلورتها لتكون أفضل فتمحو حسنات هذا التكامل والتطور سيئات النقص الذي كان فيه .

كمثال الزواج الجماعي حورب فلم يعد له أثر ولا ذكر... فلم تعرض إلا سلبياته حتى أصبح المتعارف عليه وما يفهم من كلام القائلين والمناهضين أن السعي لم يكن بحثا عن حلول لبعض المشكلات.. بل كان الأمر أشبه بمعاول هدم وإطاحة بهذا المشروع .. وهذا ما كان .
أليس من المفترض أن نواصل العمل من حيث انتهى الجميع فنعمل على تجاوز السلبيات عوضا عن ترك الأمر نهائيا.

لو نظرنا إلى كيفية عرضنا للمشكلات في واقعنا.. لوجدنا أن العرض هو دعوى للانقلاب لا دعوى للإصلاح.

بيتكم قديم وبالكاد يقيكم البرد والحر والمطر .. لكنه يقي ولو بالقدر اليسير.
فإذا كنت لا تستطيع إعادة بنائه فحينها حاول أن ترمم ما تستطيع ترميمه .. فإن كنت أيضا عن هذا عاجز.. فلا تهدمه لتجلس بلا مأوى ولا ساتر يسترك .

لنتعامل مع مشكلاتنا بهذه الطريقة فلا نهدم بنيان إلا إذا كنا فعلا سنشيده ولدينا القدرة والإمكانيات لتشيديه... وإلا فلنحاول الإصلاح ففيه خير.
وإن لم نستطع هذا وذاك فلنبقه على ما هو عليه ولنحاول إعداد العدة للعمل عليه غدا بعد أن نملك ما يمكن أن نعمل عليه.

ترغب بإصلاح شخص لكنك لا تستطيع ردعه ومنعه عن منكر.. فهل ضربه وإيذائه سيحل المشكلة أم سيعمقها ؟.
إذا كان سيعمق المشكلة فأنت تقابل المنكر بمنكر... ومن المفترض أن ترى هل هذا الشخص هو فساد مطلق ؟.
لا أظن
إذا اجعل الجانب الخير فيه يعمل فيكون له ظهور في شخصه .. فيقوى خيره على شره فيحاربه هو في ما بعد وأنت أعنه على ذلك.

__________________

قال أمير المؤمنين عليه السلام: مَا أَخَذَ اللهُ عَلَى أَهْلِ الْجَهْلِ أَنْ يَتَعَلَّمُوا حَتَّى أَخَذَ عَلَى أَهْلِ الْعِلْمِ أَنْ يُعَلِّمُوا